لا يخفى على أي منا تأثير جائحة كورونا على أرباح الشركات في مختلف القطاعات وفي كل دول العالم، وقتها اعتقد الجميع أن تلك الفترة هي الأسوء على الإطلاق والتي ربما لا يضاهي سوءها فترة أخرى، ولكن المفاجأة أنها لم تكن الأسوء، فما تعانيه الشركات الأمريكية من انخفاض ملحوظ بأرباح الربع الأول من العام الحالي تُشير إلى ذلك.
إلا أنه وعلى الرغم من ذلك هناك نقطة مضيئة كما وصفها تقرير “بلومبيرغ” لم تصل إلى تلك الدرجة من السوء وهي شركات التكنولوجيا، والتي تُغرد خارج السرب بتحقيق أرباح فاقت توقعاتها لهذا الربع، رغم كل ما يقاصيه الاقتصاد الأمريكي من أزمات ستودي به إلى الركود حسب التوقعات.
خسائر الشركات الأمريكية تستمر والرؤية ضبابية
يوضح تقرير “بلومبيرغ” حجم الخسائر الذي تُعاني منه مختلف القطاعات في أمريكا ويذكر:
- يعاني وول ستريت من تراجع ملحوظ في الأرباح.
- انخفاض بنسبة 3.7% في أرباح الشركات المُردجة في مؤشر ستاندرز آنذ بورز 500 مقارنة بأرباح نفس الشركات في الربع الأول من العام السابق.
- جنت نسبة 78% من الشركات أرباح تجاوز توقعات الخبراء الاقتصاديين في بداية العام، إلا أنه يجب الإشارة إلى أن توقعات المحللين كانت منخفضة في الأساس.
- في ظل توقع المحللين باستمرار اتباع نهج رفع سعر الفائدة، فمن المتوقع أن يمتد تأثير هذا القرار بانخفاض الأرباح بنسبة 7.3
- لازالت التوقعات مستمرة بشأن تأثير سياسة التشديد النقدي ورفع الفائدة في الربع الثالث. وتشير توقعات المحللين إلى أن الهوامش الربحية لن تتعافى قبل الربع الأخير من العام الحالي.
وضع شركات التكنولوجيا في التقرير
تم التركيز في التقرير على تفوق شركات التكنولوجيا مثل:
- آبل وميتا.
- ألفابت.
- أمازون.
وأشار التقرير إلى أن هذه الشركات تستفيد من الاتجاهات المستقبلية المرتبطة بسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتوقف رفع أسعار الفائدة.
هذا وقد أدلى المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، بتصريحاته لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” حيث يعزي نجاح شركات التكنولوجيا في تجاوز تراجع أرباح الشركات القياسي في الولايات المتحدة إلى عاملين أساسيين.
- العامل الأول يتعلق بالاستراتيجية التي تبنتها تلك الشركات والتي ترتكز على تقليص التكاليف بطرق ذكية، استنادًا إلى تقديراتها للوضع الاقتصادي الأميركي ورؤيتها المستقبلية. وشملت استراتيجية تخفيض التكاليف عدة عوامل رئيسية، مثل:
- تقليص عدد الموظفين في شركات التكنولوجيا وإبلاغ بعض الشركات لموظفيها بعدم زيادة الرواتب.
- عدم التوسع في مشاريع جديدة.
- العامل الثاني يتعلق بالتقدم الكبير الذي حققته القطاعات في مجال “الذكاء الاصطناعي”، وقد ساهمت الشركات التكنولوجية العملاقة في تحقيق هذه الطفرة في هذا السياق.
وضع غير جيد وعدم قدرة على توقع أي شيء
بالنسبة لتصريح المدير التنفيذي في شركة VI Markets، يؤكد أن الحالة الحالية من الضبابية تؤثر على الأسهم الأميركية بشكل عام، بما في ذلك شركات التكنولوجيا، حيث يشعر الناس بالقلق المستمر من وجود ركود اقتصادي وضبابية في المشهد الاقتصادي، إلى جانب أزمة سقف الدين وأزمة المصارف.
ومع ذلك، يعتقد المدير التنفيذي أنه فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا، قد تساهم حركة أسرع ووجود منتجات جديدة ترتبط بالذكاء الاصطناعي في دعم موقف هذه الشركات لتجنب التراجع.
يلاحظ التقرير المذكور أيضًا أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي تشكل عاملًا أساسيًا في توقعات الأرباح للشركات، مع الإشارة إلى صعود أسهم شركات مثل إنفيديا ومايكروسوفت وألفابت، وتُعتبر هذه الشركات الثلاثة من المنافسين الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي، وهم من أكبر المساهمين في المؤشر الأساسي للعام الحالي.